
أكد مفتي الجمهورية، الدكتور نظير عياد، أهمية الحديث عن ليلة النصف من شعبان، موضحًا أن هذه الليلة تبرز جوانب متعددة من سمو المنزلة، وعلو المكانة، وسرعة الاستجابة من الله عز وجل، فضلًا عن التقاء المشيئة الإلهية مع الإرادة المحمدية.
إرادة النبي ﷺ والمشيئة الإلهية
وفي كلمته التي ألقاها في احتفالية ليلة النصف من شعبان التي نظمتها وزارة الأوقاف اليوم الخميس، أشار الدكتور عياد إلى العلاقة العميقة التي ربطت بين الخالق والمخلوق من خلال إرادة بشرية كانت قاصدة من النبي ﷺ لتحقيق هدف نبيل، وهو ما تحقق له من خلال المشيئة الإلهية. وقال مفتي الجمهورية: “كما قال الله تعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها”.
حضور مراسم الاحتفالية
شهد الاحتفالية التي نظمتها وزارة الأوقاف الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كما حضر الاحتفالية أيضًا الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والسيد الشريف نقيب الأشراف.
تحويل القبلة وعلاقته بمقام النبي ﷺ
وأوضح الدكتور نظير عياد أن ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة كانت بمثابة كشف عن مقام عظيم للنبي ﷺ، حيث تم تيسير أمره من خلال الانشراح في صدره وتفريج همومه، وتحقق له الرجاء والأمل في الله تبارك وتعالى.
الرد على السفهاء والفتن في الأزمنة
وأكد مفتي الجمهورية أن كل زمان لا يخلو من فئة تسعى لنشر الفتن أو ترويج للأفكار السلبية، وهو ما أشار إليه الله تعالى في قوله: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ولفت إلى أن هؤلاء السفهاء يمكن أن يسهموا في تدمير الأخلاق وتخريب البلدان، إلا أن الله عز وجل ثبت المؤمنين بإنزال القرآن وتأكيد قبول الصلاة، وأوضح أن الإيمان يجب أن يتميز بالأعمال الصادقة والالتزام بما أمر الله به ورسوله ﷺ.
الإيمان بين القول والعمل
كما أوضح مفتي الجمهورية أن الإيمان ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو تصديق في القلب يتبعه عمل، وهو ما أكدته الآية الكريمة: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. وأضاف أن الإيمان يلزم الإنسان باتباع أوامر الله ورسوله ﷺ والعمل بها، مشيرًا إلى أن الإيمان يجب أن يميز بين الأعمال الزائفة والأفعال الحقيقية.
الإيمان عقد وميثاق
وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الإيمان ليس مجرد معرفة عقلية، بل هو عقد وميثاق مع الله تعالى، موضحًا أن العديد من الناس قد يعرفون الحق ويجحدونه، ولذلك تأتي ليلة النصف من شعبان لتؤكد على قيمة المحبة بين الخالق والمخلوق. وأوضح أن هذه الليلة تبرز مقامًا رفيعًا، حيث رفع الله ذكر النبي ﷺ وأعلى شأنه، وجعل الصلاة عليه مرتبطة باسمه.
الإسلام والتوازن بين الجسد والعقل والروح
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن الله تعالى وصف الأمة بأنها أمة وسطًا، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية تتوافق مع فطرة الإنسان التي خلقها الله. وأضاف الهدهد أن الإسلام يعترف بأهمية التوازن بين الجسم والعقل والروح، حيث يعنى بالبدن من خلال تلبية حاجاته، واهتم بالنفس برفع الهمم، كما اهتم بالروح من خلال الصلوات الخمس، وأكد على أهمية العقل والتدبر في دين الإسلام. وأوضح أن الإسلام لا يتعارض بين العقل والنقل، بل يوافق فطرة الإنسان ويحث على التأمل والتفكر في آيات الله.
ختامًا: ليلة النصف من شعبان وتأكيد المحبة الإلهية
تظل ليلة النصف من شعبان محطة عظيمة للمؤمنين، تُبرز عظمة الإيمان وتعمق فهم العلاقة بين الخالق والمخلوق، مشيرة إلى أن هذه الليلة تبرز المحبة الإلهية للنبي ﷺ ولأمته.