أخبار مصر

مصر وإيطاليا تعززان التعاون في التعليم الفني.. ندوة إستراتيجية واتفاقيات جديدة

أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، أهمية التعاون القوي بين مصر وإيطاليا في تطوير التعليم الفني والمهني، مشيدًا بالتزام نظيره الإيطالي جوزيبي فالديتارا بتعزيز هذه الشراكة.

جاءت هذه التصريحات خلال ندوة إستراتيجية بعنوان “التعليم الفني والمهني ومعاهد فنية عليا لدعم النمو والازدهار”، التي عُقدت اليوم الأربعاء بحضور عدد من المسؤولين والقيادات التعليمية والصناعية من البلدين.

إطلاق مركز التشغيل المصري الإيطالي

أعلن الوزير محمد عبد اللطيف خلال الندوة عن خطوة استراتيجية جديدة تتمثل في إنشاء مركز التشغيل المصري الإيطالي، والذي سيعمل على تزويد الطلاب والخريجين بالمهارات والتدريب اللازمين لتلبية احتياجات سوق العمل.

وأوضح أن هذا المركز سيعتمد على الشراكات المباشرة بين المؤسسات التعليمية والصناعية في البلدين، معربًا عن تطلعه إلى تفعيل خطابات النوايا الموقعة بين مصر وإيطاليا في هذا المجال.

التعليم الفني كدعامة للنمو الاقتصادي

شدد الوزير المصري على أهمية التعليم الفني باعتباره محركًا أساسيًا للنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن التقدم في العصر الحديث يعتمد على الابتكار والمهارات التقنية المتطورة.

وأضاف أن برامج التدريب المتخصصة والشراكات مع القطاع الصناعي تساهم في إعادة هيكلة نظام التعليم الفني ليواكب المعايير الدولية ويؤهل الطلاب لمتطلبات سوق العمل المتغيرة.

وأشار إلى نجاح بعض المشاريع النموذجية في هذا الإطار، مثل مدرسة الضيافة في دمياط، المدعومة من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي والمفوضية الأوروبية، والتي تعكس التكامل بين التعليم الفني والتنمية الاقتصادية.

كما لفت إلى دعم 200 مدرسة بمحافظة أسوان من خلال برنامج التعليم الشامل، الذي تموله الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون.

اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون التعليمي

شهدت الندوة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين مصر وإيطاليا، أبرزها:

خطابات نوايا لإنشاء منصة مشتركة لتعزيز التقارب بين نظم التعليم في البلدين.

بروتوكول تعاون بين الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية واتحاد الصناعات المصرية لدعم المعاهد الفنية العليا.

اتفاقية تعاون بين الوكالة الإيطالية وشركة إيني لدعم مدرسة الضيافة في دمياط ضمن برنامج TEJPA لتطوير التعليم الفني.

اتفاقية تعاون بين سفارة إيطاليا بالقاهرة ومنظمة الهجرة الدولية لمشروع “2 PLAY: توفير بدائل حياة إيجابية للشباب المصري”.

تصريحات الوزير الإيطالي والسفير الإيطالي

أشاد وزير التعليم والاستحقاق الإيطالي جوزيبي فالديتارا بمستوى التعاون القائم بين مصر وإيطاليا في التعليم الفني، مؤكدًا أن افتتاح القرية الإيطالية في معهد دون بوسكو هو دليل على قوة العلاقات الديناميكية بين البلدين.

وأضاف أنه يسعى إلى توسيع هذه القرية لتصبح نموذجًا يحتذى به في منطقة البحر المتوسط.

من جانبه، أكد السفير الإيطالي بالقاهرة ميكيلي كواروني أن هناك أكثر من 50 شركة إيطالية و30 أكاديمية للتعليم الفني داخل مصر، مما يعكس عمق التعاون بين الجانبين، مشيرًا إلى أن هناك احتياجًا متبادلًا بين البلدين؛ إذ يحتاج الشباب المصريون إلى التدريب، بينما تحتاج إيطاليا إلى أيدٍ عاملة ماهرة.

دور القطاع الصناعي في دعم التعليم الفني

رحّب رئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد السويدي بتوقيع بروتوكول التعاون المصري الإيطالي في التعليم الفني، واصفًا إياه بـ”الحلم الذي يتحقق على أرض الواقع”.

وأضاف أن التعليم الفني المتطور يجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يعدّ الخريج المصري المدرب وفقًا لمعايير دولية قيمة مضافة مهمة لسوق العمل.

الطريق إلى المستقبل: تنفيذ وليس وعودًا

اختتم وزير التربية والتعليم المصري كلمته بالتأكيد على أن هذه الشراكة ليست مجرد خطط نظرية، بل استراتيجية تنفيذية تهدف إلى سد الفجوة بين التعليم والتوظيف.

ودعا قادة الصناعة إلى تعزيز دورهم في تدريب الخريجين، وحث المعلمين على تكييف المناهج مع متطلبات سوق العمل، وحث الطلاب على تحمل مسؤولية تطوير مهاراتهم.

وأكد أن النجاح في تطوير التعليم الفني في مصر يتطلب التعاون الوثيق بين الرؤية والاستثمار والتنفيذ، مشيرًا إلى أن الالتزامات المتفق عليها اليوم يجب أن تتحول إلى نتائج ملموسة تسهم في جعل التعليم الفني حجر الزاوية للنمو الاقتصادي والابتكار والتنمية الوطنية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى