
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان وتنمية الأسرة ورئيس المجلس القومي للسكان، أن مبادرة “الألف يوم الذهبية” تمثل نهجًا استراتيجيًا متكاملاً يهدف إلى تحسين الخصائص السكانية وتعزيز الصحة الإنجابية في مصر.
جاء ذلك خلال اجتماع نظمته جامعة الدول العربية، حيث استعرضت مصر تجربتها الرائدة في تحسين الخصائص السكانية من خلال المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان في أغسطس 2023.
وأوضحت “الألفي” أن المبادرة نجحت في خفض معدلات الحمل غير المخطط له، وزيادة الاعتماد على الصحة الإنجابية، وتحسين مؤشرات الرضاعة الطبيعية والولادة الآمنة، مؤكدة أن 85% من قدرات الطفل تتشكل خلال الألف يوم الذهبية الأولى من عمره، مما يعزز أهمية هذه المبادرة.
مشاركة عربية واسعة وإشادة بجهود مصر
ترأست الاجتماع الوزيرة المفوضة شعاع الدسوقي، مدير إدارة السياسات السكانية بالمجلس العربي للسكان والتنمية، بمشاركة وفود رفيعة المستوى من عدة دول عربية، من بينهم مسؤولون من وزارات الصحة والتخطيط والمجالس الوطنية للسكان، إلى جانب خبراء في التنمية والسياسات السكانية.
وخلال الاجتماع، أشادت كبار المسؤولين في جامعة الدول العربية بالدور الرائد الذي تلعبه مصر في تبني استراتيجيات مبتكرة لمعالجة القضايا السكانية، وأكدوا أهمية تعميم التجربة المصرية على المستوى الإقليمي.
أهداف ومحاور مبادرة “الألف يوم الذهبية”
استعرضت الدكتورة عبلة الألفي محاور المبادرة، والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة:
1. المشورة الأسرية المتكاملة: لتمكين الأسر من اتخاذ قرارات مستنيرة حول الإنجاب.
2. دعم الولادة الطبيعية: للحد من الولادات القيصرية غير الضرورية.
3. تطوير الحضّانات: لتقليل معدلات وفيات حديثي الولادة.
وأكدت “الألفي” أن المبادرة لا تقتصر فقط على توفير وسائل تنظيم الأسرة، بل تسعى إلى تمكين الأسر من اتخاذ قرارات واعية بشأن الإنجاب، من خلال تعزيز التوعية الصحية ودعم صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة.
توسيع نطاق المبادرة على مستوى الجمهورية
كشفت نائب وزير الصحة أن المبادرة يتم تنفيذها على مرحلتين:
المرحلة الأولى: بدأت في 10 محافظات، تشمل الإسكندرية، مطروح، سوهاج، أسيوط، قنا، البحيرة، الشرقية، البحر الأحمر، بورسعيد، والأقصر، حيث تم إنشاء نموذج متكامل لخدمات المشورة الأسرية، ودعم الولادة الطبيعية، وتعزيز الصحة الإنجابية.
المرحلة الثانية: تمتد من أبريل 2024 إلى ديسمبر 2025، وتهدف إلى تعميم المبادرة في جميع محافظات الجمهورية، لضمان وصول خدماتها إلى نطاق أوسع من المستفيدين.
نتائج ملموسة وتحسن في مؤشرات الصحة الإنجابية
أكدت “الألفي” أن المبادرة حققت نتائج إيجابية ملموسة، من أبرزها:
- انخفاض معدلات الحمل غير المخطط له.
- زيادة الاعتماد على تنظيم الأسرة.
- تحسن مؤشرات الرضاعة الطبيعية.
- ارتفاع نسبة الولادات الطبيعية، مما ساهم في الحد من الولادات القيصرية غير الضرورية.
وفي هذا السياق، استعرضت “الألفي” تجربة نجاح المبادرة في محافظة الإسكندرية، حيث أظهرت الاستبيانات:
- إدراك 81% من السيدات لأهمية المباعدة بين الولادات لأكثر من 3 سنوات.
- انخفاض معدل الحمل غير المرغوب فيه إلى 3% فقط.
- إقناع 60% من الحالات المترددة باستخدام وسائل تنظيم الأسرة بعد جلسات المشورة.
- ارتفاع معدل الرضاعة الطبيعية المطلقة حتى عمر 6 أشهر إلى 68%.
- زيادة نسبة الولادات الطبيعية إلى 58%.
دعوة لتعزيز التعاون الإقليمي في السياسات السكانية
أكدت الوزيرة المفوضة شعاع الدسوقي أن مبادرة “الألف يوم الذهبية” تُعد نموذجًا مبتكرًا لمعالجة القضية السكانية بطريقة مستدامة، حيث تركز على تعزيز التوعية الصحية، ودعم صحة الأمهات والأطفال خلال الألف يوم الأولى من حياتهم.
ودعت إلى تعزيز التعاون الإقليمي من خلال:
- تبادل الخبرات بين الدول العربية.
- تطوير سياسات سكانية متكاملة.
- تعزيز الشراكات بين الحكومات، المجتمع المدني، والقطاع الخاص.
دور مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في حوكمة الاستراتيجية السكانية
شهد الاجتماع مشاركة كوادر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، حيث أكدت الدكتورة هبة عبدالمنعم، رئيس الإدارة المركزية لمتابعة وتقييم الاستراتيجيات الوطنية، أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين المجلس القومي للسكان ومركز المعلومات لدعم حوكمة جهود الضبط السكاني، من خلال دمج الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية في المنظومة القومية للاستراتيجيات الوطنية، لضمان كفاءة تنفيذ الجهود السكانية.
مصر نموذج رائد في تعزيز الصحة السكانية
أثبتت مبادرة “الألف يوم الذهبية” نجاحها في تحقيق تحول إيجابي في الخصائص السكانية، وتحسين الصحة الإنجابية، وهو ما يعكس قدرة مصر على تبني استراتيجيات مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات السكانية، ودورها الرائد في دعم التنمية الصحية والاجتماعية على المستويين المحلي والإقليمي.