قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إن أزمة الكهرباء التي بدأت منذ العشرة أيام الماضية، بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مضيفا: «حقيقة الأمر ليس مصر التي نعاني من هذه الأزمة بل العالم كله».
استشهد مدبولي، بكلمات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حيث قال: «إن شهر يونيو الحالي هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وإننا دخلنا عصر الغليان العالمي، وأن تغير المناخ أمر مرعب وما يحدث هو مجرد البداية” وهي الكلمات تخلص الأزمة التي واجهتها دول العالم في الكهرباء».
قرارات مجلس الوزراء بشأن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر
وأوضح مدبولي، في المؤتمر الصحفي الذي انعقد اليوم الخميس في مدينة العلمين الجديدة ونقلته فضائية «إكسترا نيوز»، أنه هناك تنسيق كامل ويومي بين وزارتي الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة والبترول والثروة المعدنية، فيما يخص تشغيل محطات الكهرباء التي تعتمد على نظامين أساسيين؛ وهما الأول والرئيسي الوقود الأحفوري وهو مزيج بين المازوت والغاز الطبيعي، لأجل تشغيل الجزء الأكبر من محطات الكهرباء، والثاني هي الطاقة الجديدة والمتجددة، وهي من السد العالي ومشروعات الطاقة الشمسية التي تم إضافتها إلى مصادر توليد الطاقة لكن يظل الاعتماد الأكبر على الوقود الأحفوري بنسبة تصل إلى 85% من إجمالي مصادر توليد الطاقة الكهربائية.
وأضاف، أنه هناك حسابات تقديرية على مدار العام لاحتياجات الطاقة الكهربائية، وذلك بناء على تقديرات الأعوام الماضية والعام الحالي يصل وقت الذروة في اليوم 33 جيجا، وبالتالي تستهلك يومياً 129 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت، وهذه الكميات المحدد يتم تخزينها في مستودعات وزارة البترول أو محطات توليد الكهرباء بشكل يومي.
وأكد، على أن الغاز الطبيعي الذي يتم استهلاكه في إنتاج الطاقة الكهربائية هو إنتاج مصري مائة في المائة يغطي كافة الاحتياجات والباقي يتم تصديره، لكن المازوت؛ مصر تنتج جزء منه والجزء الباقي تستورده وبحكم أننا نحوكم الاستيراد وتقليل العملية الصعبة، تم اتخاذ قرار من إبريل الماضي إيقاف استيراد أي شحنات مازوت والاعتماد على الإنتاج المحلي.
زيادة الاستهلاك المرتفع
ونوه إلى أنه مع زيادة الاستهلاك المرتفع جدا وصلنا إلى استهلاك 36 جيجا بايت في اليوم الواحد، وقد قمنا بضخ كل الإمكانيات المتاحة من الطاقة الموجودة في البلاد لأجل تغطية وسد الاحتياجات المطلوبة من الطاقة الكهربائية للتعامل مع الموقف، ووصل الاستهلاك المتوسط من بداية أزمة انقطاع الكهرباء، “10 أيام الماضية ” إلى 144 و 146 مليون متر مكعب في اليوم الواحد، واليوم الماضي بمفرده وصل الاستهلاك فيه إلى 152 مليون متر مكعب، وهذا مع تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء إذن في حالة عدم التخفيف كان الاستهلاك سيكون مضاعف و سنحتاج إلى 165 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت.
وشدد، على أن هذه الكميات لم تكن في الحسبان وبالتالي لم تكن متاحة ونحن نتحدث عن أزمة من أحد عشر يوماً، ومستمرة حتى منتصف الأسبوع المقبل اضطررنا إلى استخدام كافة الإمكانات المتاحة لأجل مواجهة هذه الزيادة الكبيرة في الاستهلاك والمخزون الذي يولد الطاقة، وبناء على الرؤية التي أمدتنا بها هيئة الأرصاد الجوية أن شهر أغسطس أيضا به ارتفاع في درجات الحرارة، وأشدد بأنها غير مسبوقة، وبالتالي تم التحرك والاجتماعات بين الجهات المعنية ومناقشة كيفية مواجهة هذه الأزمة على مدار الشهر.
واستطرد قائلا: «إن التوربينات التي تعمل على استخراج الغاز الطبيعي والمازوت في ظل درجة الحرارة المرتفعة تقل كفاءة عملها وبالتالي تحتاج إلى وقود ضعف الذي تحتاجه حتى تسترد هذه الكفاءة المطلوبة وتنتج طاقة، نقطة أخرى إن تصدير الغاز الطبيعي والمازوت يقف خلال فترة الصيف لأجل مواجهة أي أمور طارئة في الطاقة الكهربائية وأكرر السبب الرئيسي في انقطاع الكهرباء المتكرر ليس نقص الغاز الطبيعي والمازوت وليس تصدير الغاز الطبيعي للخارج وليس المشاريع الصناعية الكبرى بل الارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة».
حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي
وأعلن أن المشروعات الصناعية الكبرى التي قامت بإنشائها الدولة هي التي حلت أزمة كبرى كان يمكن أن تحدث فبدلاً من انقطاع الكهرباء 3 في اليوم كانت ستعمل الكهرباء لمدة 3 في اليوم الواحد فقط باقي اليوم لا يوجد كهرباء، والسبيل الوحيد لحل أزمة انقطاع الكهرباء المتكرر حاليا هو ترشيد الاستهلاك أو تنخفض درجة حرارة الجو، كما تم الاتفاق على استيراد كميات كبيرة من المازوت لأجل الأيام المقبلة وهي من اليوم وحتى نهاية شهر أغسطس تصل 250 إلى 300 مليون دولار أمريكي لتحقيق التوازن في شبكة إنتاج الكهرباء وهذا عبء إضافي وخارج حسابات الموازنة، الأمر الثاني حدث توجيه لكل الجهات للترشيد في استهلاك الإنارة في الأماكن العامة، والعمل من المنزل بنظام الاونلاين في قطاعات الأعمال المكتبية والتي لا يحدث بينها وبين المواطن تعامل مباشر لتخفيف الأحمال وذلك كل يوم أحد طوال شهر أغسطس وليس القطاع الحكومي فقط بل وأشجع القطاع الخاص الذي يسمح طبيعته بالعمل من المنزل أن يفعل هذا النظام.
وأشار إلى أن تم تشكيل لجنة أزمة مركزية سوف تتابع تطبيق هذه القرارات المتخذة لأجل مواجهة تحديات هذه الأزمة ومع كل هذه الإجراءات الوقائية ومع كل هذه التحركات أكرر إذا زاد ارتفاع درجات الحرارة أكثر من الوضع الحالي سوف تزيد أزمة الإنتاج وبالتالي الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الأزمة كلها تكمن في درجات الحرارة المرتفعة وبالتالي ستكون فترة تخفيف الأحمال من ساعة إلى ساعتين يومياً، كما أن المنشآت الاستراتيجية والاماكن السياحية والمستشفيات لا يتم قطع التيار الكهربائي عنها اعتبارا من الاثنين المقبل سيتم الإعلان عن مواعيد قطع التيار الكهربائي عن كل منطقة، وهذه الأزمة ليست مصر تعيشها بمفردها بل هي أزمة عالمية تمر بها البشرية كلها.