تواصل جماعة الحوثي التهديدات ضد حركة الملاحة في واحد من أهم ممرات التجارة العالمية منذ نوفمبر 2023، مما أثر بشكل كبير على إيرادات قناة السويس وحركة التجارة العالمية.
على الرغم من الضربات الأمريكية والبريطانية المستمرة ضدها، لا تبدو نهاية هذه التهديدات قريبة ما لم تنفد ذخائر الحوثي.
تأثيرات على حركة الملاحة والاقتصاد العالمي
أشار الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول بجامعة فاروس، إلى أن هجمات الحوثي بدأت قبالة مضيق باب المندب في نوفمبر 2023، وعلى الرغم من فشل أغلبها، إلا أنها ما زالت تؤثر سلبًا على حركة السفن بقناة السويس.
السفن تُجبر على الالتفاف حول القارة عبر طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور بالقناة، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الوقود وزيادة مدة الرحلة بما يصل إلى 9 أو 10 أيام إضافية.
تكلفة اقتصادية باهظة
تقرير حديث للاستخبارات الأمريكية أظهر أن تحويل السفن من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح يزيد من تكاليف الرحلة بمقدار حوالي مليون دولار لكل رحلة، بسبب اضطرار السفن إلى السفر عبر مسافات بحرية إضافية تصل إلى 11 ألف ميل بحري.
الأثر على الاقتصاد العالمي
تراجعت إيرادات قناة السويس بأكثر من 50% منذ بداية العام الحالي، مما يعكس تراجعاً كبيراً في حركة السفن عبرها.
ومع تحول شركات الشحن الكبرى من استخدام القناة نتيجة للتوترات، تأثرت سلاسل الإمداد العالمية بتأخيرات كبيرة في عمليات التسليم، مما أدى إلى زيادة في تكاليف التأمين البحري وبالتالي ارتفاع أسعار السلع عالميًا.
استمرار الضغوط الدولية
في ظل هذه التطورات، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها العمليات العسكرية ضد الحوثيين، ما يظهر أن التوترات الجيوسياسية والمخاطر على حركة التجارة العالمية مستمرة بشكل كبير.
تظل القناة السويس مهمة بشكل حيوي لحركة التجارة العالمية، إلا أن الاستمرار في التهديدات الحوثية يضعف دورها ويزيد من تعقيدات النقل البحري العالمي، مما يستدعي استجابة دولية فعالة للحفاظ على استقرار هذا الممر الحيوي للاقتصاد العالمي.