اقتصاد

رانيا المشاط: الإعلان عن الفائزين بالمشروعات الخضراء الذكية خطوة لدعم التنمية المستدامة

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الإعلان عن الفائزين في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في نسختها الثالثة يمثل حلقة جديدة في سلسلة الجهود الحكومية لدعم التنمية المستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الحكومة، ممثلة في وزارة التخطيط، لإطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر، إضافة إلى تقرير المتابعة الثاني لبرنامج “نُوَفِّي”، وذلك استعدادًا لانعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا يونيو 2025، الذي يسعى إلى صياغة رؤية دولية شاملة لمواجهة تحديات التنمية.

جاء ذلك خلال كلمتها في المؤتمر الوطني للإعلان عن الفائزين بالمبادرة، الذي عُقد برعاية وحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الوطنيين والدوليين، من بينهم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030.

دعم القيادة السياسية لجهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر

وجهت الدكتورة رانيا المشاط الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وإلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لدعمه المستمر لمبادرات وزارة التخطيط الرامية إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام.

تحديات التمويل من أجل التنمية والعمل المناخي

أوضحت وزيرة التخطيط أن العالم يواجه تحديات تمويلية كبرى، حيث يشير تقرير “فريق الخبراء رفيع المستوى”، الصادر خلال مؤتمر المناخ COP29 في أذربيجان، إلى ضرورة زيادة التمويل الأخضر ليصل إلى 6.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2030، مع حاجة الدول النامية لاستثمارات خضراء تصل إلى 2.3 تريليون دولار سنويًا لمواجهة التحديات المناخية.

وأكدت أن مواجهة هذه التحديات تتطلب توسيع آليات التمويل المبتكرة، مثل آلية مبادلة الديون بالعمل المناخي، إضافة إلى تعزيز دور مؤسسات التمويل الدولية، لتقليل الأعباء المالية على الدول الناشئة وتحفيز استثمارات القطاع الخاص.

الجهود الوطنية لتعزيز التنمية المستدامة

استعرضت الوزيرة الجهود التي قامت بها الحكومة المصرية لتعزيز التنمية المستدامة منذ استضافة مؤتمر المناخ COP27، حيث أطلقت مصر العديد من الاستراتيجيات والمبادرات، من بينها “دليل شرم الشيخ للتمويل العادل”، الذي يهدف إلى تحقيق تمويل أكثر شفافية وإنصافًا للدول النامية.

برنامج “نُوَفِّي”: منصة لجذب الاستثمارات الخضراء

أشارت وزيرة التخطيط إلى أن منصة “نُوَفِّي” الوطنية حققت خلال عامين فقط نجاحًا كبيرًا، حيث تمكنت من حشد تمويلات ميسرة بقيمة 4 مليارات دولار، لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4.2 جيجاوات، وذلك عبر أدوات تمويل مبتكرة، مثل مبادلة الديون والمنح والدعم الفني، مما جعلها نموذجًا عالميًا للدول الراغبة في الجمع بين أهداف التنمية والمناخ.

وأكدت أن الحكومة تعمل على دمج معايير الاستدامة البيئية في الخطط الاستثمارية، حيث زادت نسبة المشروعات الخضراء المدرجة ضمن الخطة الاستثمارية من 15% عام 2021 إلى 50% عام 2025، مع استهداف الوصول إلى 55% خلال العام المالي المقبل.

إطلاق تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة

شهد المؤتمر إطلاق الإصدار الثاني من تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي يهدف إلى تقديم بيانات تفصيلية حول تقدم كل محافظة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يمكن متخذي القرار من تحديد الأولويات والاستجابة للاحتياجات المحلية.

كما تم تدشين منصة رقمية تفاعلية لعرض وتحليل مؤشرات أهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات، بما يعزز من قدرة الحكومة على متابعة تنفيذ البرامج التنموية بشكل أكثر كفاءة وشفافية.

تكريم الفائزين بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية

قالت وزيرة التخطيط إن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية أصبحت نموذجًا عالميًا للشراكات المبتكرة بين الحكومة، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، حيث استقطبت المبادرة في دورتها الثالثة أكثر من 5700 مشروع في مجالات الطاقة المستدامة، وإعادة التدوير، وترشيد المياه، وخفض الانبعاثات الكربونية.

وأضافت أن لجنة التحكيم الوطنية اختارت 354 مشروعًا مؤهلًا على مستوى المحافظات، وتم الإعلان عن 18 مشروعًا فائزًا في الفئات المختلفة، موضحة أن المبادرة ساهمت في تمكين الشركات المصرية الناشئة من عرض حلولها المبتكرة على المستوى الدولي، من خلال مؤتمر المناخ COP28 في الإمارات، وCOP29 في أذربيجان.

تكريم المحافظات المنضمة لمبادرة “القرية الخضراء”

شهد المؤتمر تكريم محافظات الغربية، والمنوفية، والوادي الجديد لانضمامها إلى مبادرة “القرية الخضراء”، حيث تم تأهيل ثلاث قرى وفقًا لأحدث المعايير البيئية العالمية للمجلس العالمي للأبنية الخضراء، وحصلت على شهادة “ترشيد” للمجتمعات الريفية الخضراء.

وأكدت الوزيرة أن مصر تعد من أوائل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تتبنى هذا النهج، مما يعكس التزام الحكومة بتحقيق التنمية المستدامة.

تعزيز بيئة ريادة الأعمال في مجال العمل المناخي

أعلنت الوزيرة عن الانتهاء من إعداد تقرير عن الدروس المستفادة من مسابقة الشركات الناشئة الدولية “Climatech Run”، التي تم تنظيمها خلال مؤتمري المناخ COP27 وCOP28، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف دعم الشركات الناشئة وتوسيع الفرص أمامها في مجالات العمل المناخي والابتكار البيئي.

ختام المؤتمر وتكريم الفائزين

اختتمت الدكتورة رانيا المشاط كلمتها بتوجيه الشكر للمشاركين من أصحاب المشروعات الفائزة، ولجميع شركاء المبادرة من الوزارات والمحافظات، وكذلك لجنة التحكيم الوطنية برئاسة الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة 2030.

وأشادت بجهود فريق عمل المبادرة، مؤكدة أن مصر مستمرة في تعزيز الحلول التمويلية المبتكرة، ودعم المشروعات البيئية الرائدة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

زر الذهاب إلى الأعلى