خلال قمتهم التي انعقدت في واشنطن، قدم قادة دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأربعاء، تعهدات سخية لأوكرانيا، ووجهوا تحذيرات شديدة لروسيا وعبروا عن قلقهم من الصين.
وفي إعلان صادر عن القمّة التي تضمّ 23 دولة، تعهد القادة بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل خلال العام المقبل”، لمساعدتها في القتال ضد روسيا.
دعم أوكرانيا
وأكد القادة أنّ “الحلفاء يعتزمون من خلال مساهمات تناسبية، تأمين تمويل أساسي بقيمة 40 مليار يورو بالحد الأدنى، خلال العام المقبل، وتوفير مستويات مستدامة من المساعدة الأمنية لأوكرانيا لكي تنتصر”.
وهذا الالتزام تمّ التعهّد به على أساس سنوي، وليس لسنوات عدّة كما كان يرغب به الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ.
لكن قادة الحلف تعهّدوا أيضاً “إعادة النظر” في مساهماتهم “خلال مؤتمرات القمة المقبلة للحلف، بدءاً من القمة التي ستُعقد في 2025 في لاهاي”.
وهذا الالتزام البالغة قيمته 40 مليار دولار يعادل المبلغ الذي تنفقه دول الحلف سنوياً لدعم أوكرانيا عسكرياً منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير.
وأشار ستولتنبرغ إلى أنّ هذا المبلغ هو “الحدّ الأدنى” وقابل لإعادة النظر به وفقاً لاحتياجات كييف.
وبحسب البيان، فإنّ الحلفاء قرروا تقاسم هذه النفقات بشكل عادل، مع الأخذ في الاعتبار حصة كل منهم في الناتج المحلي الإجمالي للحلف.
وحصلت المجر التي ترفض تقديم أيّ مساعدة عسكرية لأوكرانيا على إعفاء من أيّ مساهمة.
قلق من الصين وروسيا
وفي سياق متصل، أعرب قادة دول حلف شمال الأطلسي الأربعاء عن “قلقهم العميق” حيال العلاقات الوثيقة الصينية-الروسية، واتّهموا بكين بـ”أداء دور رئيسي في مساعدة موسكو في حربها بأوكرانيا”.
وقالوا في بيانهم إنّ “الصين أصبحت عامل تمكين حاسم لروسيا في حربها ضدّ أوكرانيا من خلال ما يسمّى بشراكة بلا حدود معها ومن خلال دعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية”، بحسب قولهم.
وناشد القادة بكين “وقف كلّ دعم مادّي أو سياسي للمجهود الحربي الروسي”.
وأوضح البيان أنّ “ذلك يشمل نقل المواد ذات الاستخدام المزدوج، مثل مكوّنات الأسلحة والمعدات والمواد الخام التي تستخدم في قطاع الدفاع الروسي”.
وشدّد القادة في بيانهم على أنّ الصين “لا يمكنها أن تدعم أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث بدون أن يؤثر ذلك سلباً على مصالحها وسمعتها”.
وصدر البيان قبل أن يشارك قادة كلّ من أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية في أعمال القمّة الخميس.
وللعام الثالث على التوالي يشارك في قمة الناتو قادة الدول الأربعة الشريكة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ورفضت بكين بغضب بالفعل اتهامات حلف شمال الأطلسي، وتقول إن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة يبحث عن ذريعة لتوسيع نفوذه شرقا.
وتدفع الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين منذ سنوات إلى إيلاء اهتمام أكبر للتهديدات التي تشكّلها الصين.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: “أعتقد أنّ الرسالة التي بعث بها الحلف من هذه القمة قوية للغاية وواضحة للغاية، ونحن نحدّد بوضوح مسؤولية الصين عندما يتعلق الأمر بتمكين روسيا من الحرب”.
قاعدة جديدة في بولندا
وفي إطار خططه للتمركز قرب روسيا، وتوسيع درع الحلف أعلن الناتو، الأربعاء، أن قاعدة أمريكية جديدة للدفاع الجوي في شمال بولندا أصبحت جاهزة لمهمتها التي تركز على رصد واعتراض الهجمات الصاروخية الباليستية، في إطار درع صاروخي أوسع للحلف.
وقال ستولتنبرغ على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن إن جاهزية القاعدة خطوة مهمة للأمن عبر الأطلسي في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله الصواريخ الباليستية.
وأضاف: “كتحالف دفاعي لا يمكننا تجاهل هذا التهديد. الدفاع الصاروخي عنصر أساسي في المهمة الجوهرية لحلف شمال الأطلسي المتمثلة في الدفاع الجماعي”.
واشار إلى أن “الصواريخ الباليستية استُخدمت على نطاق واسع في الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط”.
ووفقا للحلف، يتمركز النظام الذي يطلق عليه اسم (إيجيس آشور) في بلدة ريدجيكوفو شمال بولندا وهو قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
ويهدف درع الدفاع الصاروخي للحلفاء إلى حماية المواطنين والأراضي والقوات في أوروبا من الهجمات الصاروخية الباليستية.
ويؤكد الحلف أن نظام إيجيس آشور دفاعي بحت. ويتمركز نحو 200 عسكري في موقعين للأنظمة الاعتراضية في بولندا ورومانيا.