سلايدفن وثقافة

الرامسيوم يبوح بأسراره.. مدرسة فرعونية ومخازن وكنوز تحت الرمال

 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية الهامة في محيط معبد الرامسيوم بالبر الغربي في الأقصر، أزاحت الستار عن تفاصيل معمارية ودينية واجتماعية جديدة تُثري فهمنا لتاريخ هذا المعبد الفريد.

مقابر ومخازن وورش في محيط معبد الرامسيوم

أسفرت أعمال الحفائر التي قادها قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع المركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، عن كشف مجموعة من المقابر تعود إلى عصر الانتقال الثالث، فضلاً عن مخازن استخدمت لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، وأخرى لتخزين النبيذ، وورش للنسيج والأعمال الحجرية، إلى جانب مطابخ ومخابز كانت تدعم الحياة اليومية حول المعبد.

“بيت الحياة”: مدرسة علمية داخل المعبد

ومن أبرز الاكتشافات داخل المعبد، العثور على “بيت الحياة”، وهي مؤسسة تعليمية كانت ملحقة بالمعابد الكبرى، وتُعد الأولى من نوعها المكتشفة داخل الرامسيوم.

ويُظهر هذا الكشف التخطيط المعماري للمؤسسة بالإضافة إلى أدوات مدرسية وألعاب ورسومات، تؤكد وجود نشاط علمي وثقافي داخل المعبد.

مكاتب إدارية وأقبية لتخزين النبيذ

وتم الكشف عن مبانٍ في الجهة الشرقية يُرجح استخدامها كمكاتب إدارية، في حين كشفت التحليلات أن الأقبية الموجودة في الجهة الشمالية كانت مخازن لزيوت الطعام والعسل والنبيذ، مع وجود ملصقات جرار النبيذ التي تعزز هذا التوجه.


401 تمثال أوشابتي ومقابر محفوظة جيدًا

وفي المنطقة الشمالية الشرقية، تم العثور على عدد كبير من المقابر التي ترجع إلى عصر الانتقال الثالث، تحتوي على حجرات وآبار دفن، بداخلها أواني كانوبية وأدوات جنائزية وتوابيت موضوعة داخل بعضها، إلى جانب 401 تمثال من الأوشابتي المصنوع من الفخار، وعدد من العظام المتناثرة، وكلها بحالة جيدة من الحفظ.


إشادة وزارية بأهمية الاكتشاف

أشاد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بجهود البعثة، مؤكدًا أهمية ما توصلت إليه من معلومات جديدة حول الدور الديني والاجتماعي لمعبد الرامسيوم.

واعتبر الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه النتائج تُعيد رسم صورة المعبد كمؤسسة دينية وإدارية واقتصادية متكاملة.

وأشار إلى أن هذه الاكتشافات توضح وجود نظام هرمي إداري داخل المعبد، الذي كان مركزًا لإعادة توزيع المنتجات على الحرفيين وسكان المنطقة، ما يعزز فهمنا لوظائف المعابد في الدولة الحديثة.

الرامسيوم كموقع متعدد الاستخدام عبر العصور

أكدت الدراسات العلمية أن الموقع كان مشغولاً قبل بناء رمسيس الثاني لمعبده، ثم أعيد استخدامه لاحقًا كمقبرة كهنوتية ضخمة بعد تعرضه للنهب، كما استخدمه عمال المحاجر خلال العصرين البطلمي والروماني.

إعادة اكتشاف مقبرة “سحتب أيب رع”

أوضح الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، أن الفريق أعاد اكتشاف مقبرة “سحتب أيب رع” في الجانب الشمالي الغربي من المعبد، والتي تعود لعصر الدولة الوسطى، وتتميز بمناظر جنازية لصاحب المقبرة.

كما أشار إلى استمرار أعمال الترميم، خاصة في الجهة الجنوبية من قاعة الأعمدة إلى قدس الأقداس، وتجميع أجزاء تمثالي الملك رمسيس الثاني ووالدته تويا، حيث تم تثبيتهما في موقعيهما الأصليين بعد ترميم القواعد والأرجل.

ترميم القصر الملكي وكشف تخطيطه الداخلي

من جانبه، أوضح الدكتور كريستيان لوبلان، رئيس البعثة من الجانب الفرنسي، أن الفريق قام بترميم القصر الملكي المجاور للفناء الأول، وتمكن من تحديد تخطيطه الأصلي بوضوح، والذي شمل قاعة استقبال وغرفة للعرش، حيث كان الملك يُجري مقابلاته خلال وجوده في الرامسيوم.

تماثيل أنوبيس وطريق المواكب

وفي منطقة باب الصرح الثاني، تم الكشف عن جزء من العتب الجرانيتي للباب، يظهر فيه الملك رمسيس الثاني متألهاً أمام الإله آمون رع، إلى جانب بقايا كورنيش كان يعلوه إفريز من القرود.

كما رفعت البعثة الرديم من طريق المواكب الجنوبي والشمالي، وتم العثور على تماثيل حيوانية على هيئة أنوبيس متكئًا على مقصورات صغيرة، أعيد ترميم العديد منها.

بعثة مستمرة منذ 34 عامًا

الجدير بالذكر أن البعثة المصرية الفرنسية بدأت أعمالها بمعبد الرامسيوم في عام 1991، واستمرت على مدار 34 عامًا في تنفيذ أعمال حفائر وترميم في جميع أنحاء المعبد، مما ساهم في إثراء المعرفة العلمية والأثرية بتاريخ مصر القديمة.

زر الذهاب إلى الأعلى