أحمد سعيد الجابري يكشف كيف تسهم التكنولوجيا في تعزيز جودة التعليم
في مقابلة خاصة، تحدث الإعلامي الإماراتي أحمد سعيد الجابري عن الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في تعزيز جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية.
وأوضح الجابري أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة في التعليم، بل أصبحت جزءًا أساسيًا في تصميم وتقديم المحتوى التعليمي، مما ساهم في إحداث ثورة في مجال التعليم على مستوى العالم.
التكنولوجيا والتعليم: تحول جذري
أوضح الجابري أن التحول الرقمي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، وبالأخص بعد جائحة كوفيد-19، أثبت أن التكنولوجيا لديها القدرة على تحويل التعليم إلى تجربة أكثر تفاعلية وشمولية. حيث أصبح التعليم الإلكتروني، الذي يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا، خيارًا استراتيجيًا للكثير من المؤسسات التعليمية حول العالم.
وأكد الجابري أن التكنولوجيا أسهمت في تجاوز العديد من العقبات التي كانت تواجه العملية التعليمية التقليدية. فمن خلال الأدوات التكنولوجية مثل المنصات التعليمية الرقمية، والواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، أصبحت المؤسسات التعليمية قادرة على تقديم محتوى تعليمي متنوع وشامل يلبي احتياجات مختلف الطلاب، بغض النظر عن مكانهم أو ظروفهم.
دور التكنولوجيا في تحسين التفاعل والتواصل
من أبرز النقاط التي أشار إليها الجابري هي كيفية تحسين التكنولوجيا للتفاعل بين الطلاب والمعلمين. حيث قال إن الأدوات التكنولوجية مثل المنصات التفاعلية والفصول الافتراضية ساعدت في تعزيز التواصل بين الأطراف المختلفة في العملية التعليمية.
هذا التواصل لم يعد مقتصرًا على الحضور الفعلي في الفصل الدراسي، بل أصبح بالإمكان التواصل في أي وقت ومن أي مكان.
وأضاف الجابري أن التكنولوجيا سهلت أيضًا مشاركة المعلومات والمواد التعليمية بشكل أكثر فعالية، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى المصادر التعليمية بكل سهولة من خلال الإنترنت.
هذا الأمر ساهم في تمكين الطلاب من التحكم في مسار تعلمهم، مما يزيد من استقلاليتهم وقدرتهم على التعلم الذاتي.
الذكاء الاصطناعي والتعلم المخصص
تحدث الجابري أيضًا عن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم من خلال تقديم تجارب تعلم مخصصة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يتيح تحليل بيانات الطلاب بشكل دقيق، مما يسمح بتقديم توصيات تعليمية مخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته ومستواه الأكاديمي. هذه القدرة على تقديم تعليم مخصص يسهم في تحسين تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتمكن كل طالب من التعلم بالسرعة والطريقة التي تناسبه.
التحديات والفرص المستقبلية
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها التكنولوجيا في مجال التعليم، لم يغفل الجابري التحديات التي قد تواجهها المؤسسات التعليمية في هذا المجال. حيث أشار إلى أن الفجوة الرقمية لا تزال تمثل تحديًا حقيقيًا، حيث لا يمتلك جميع الطلاب إمكانية الوصول إلى الأجهزة التكنولوجية أو الاتصال بالإنترنت. ومع ذلك، يرى الجابري أن هذه التحديات يمكن تجاوزها من خلال الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وتوفير الدعم اللازم للطلاب.
في ختام حديثه، أكد أحمد سعيد الجابري على أن مستقبل التعليم يعتمد بشكل كبير على تبني التكنولوجيا واستخدامها بطرق مبتكرة لتحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعلم شاملة للجميع. ودعا المؤسسات التعليمية إلى الاستمرار في تطوير أدوات تعليمية تكنولوجية تلبي احتياجات العصر وتساعد في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.